تهدد التنوع البيولوجي… اسماك الأسد اشد خطراً من القروش
حذر علماء وبيئيون من انتشار سمكة استوائية سامة في البحر المتوسط قد يتسبب بقتل البشر والقضاء على أنواع محلية في النظام الإيكولوجي البحري. وقد شوهدت "سمكة الأسد" الغازية المفترسة، المسلحة بأشواك سامة ولسعة مؤلمة وقاتلة أحياناً، في مياه تركيا وقبرص، ما استنفر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).
تقرير ناري ضمن تحقيقا نشرته كبريات الصحف الإنكليزية، ومن بينها “الغارديان” و”الدايلي ميل” وغيرها، بعد ترجمته للعربية من قبل “روسيا اليوم” ومواقع عربية عدة، ما أثار مخاوف مرتادي البحر، خصوصا وأن التحقيق تناول نوعا من الأسماك الغازية يعرف باسم “سمكة الأسد” lionfish السامة.
ويهمنا كموقع صيد الأسماك للمحترفين التأكيد على أن هذه السمكة لا تشكل خطورة على مرتادي الشواطىء، وهي لا تهاجم وتبقى في قعر البحر، دون التقليل من خطورتها، خصوصا على التنوع البيولوجي.
فقد حذر العلماء من أن رواد الشواطىء الذين ينشدون الاستمتاع بأشعة الشمس في مياه البحر الأبيض المتوسط معرضون لخطر سمكة الأسد lionfish السام، وبحسب صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، فإن ارتفاع درجة حرارة البحر يشجع الأنواع السامة من هذه الأسماك على غزو البحر والتكاثر بالقرب من الوجهات السياحية الشهيرة.
وبحسب علماء من “مختبر أبحاث البيئة في ليماسول” Environmental Research Laboratory in Limassol، فقد استعمرت هذه الأنواع السامة المفترسة كامل ساحل جزيرة قبرص خلال عام واحد فقط، ما ساهم في تراجع التنوع البيولوجي في العديد من البيئات المائية، وأصبحت المنطقة بأسرها تحت خطر الغزو بعد توسيع وتعميق قناة السويس، وفقا لبحث نشر في مجلة Marine Biodiversity Records.
ويوجد السم في زعانف سمكة الأسد lionfish المشعة، ما يجعلها مصدر تهديد للصيادين والغواصين، رغم أن لدغات السمكة نادرا ما تكون قاتلة فإنها تسبب في الحالات القصوى غثيانا وقيئا وحساسية، فضلا عن ألم شديد،
وغزت السمكة الموجودة في جنوب المحيط الهادي والمحيط الهندي الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، وتعرف أيضا باسم “سمكة الشيطان النارية” Devil Firefish، حتى أن صيادين لبنانيين شبهوا لدغاتها بلدغات قنديل البحر. ارتفاع درجة حرارة سطح البحر
وقال ديمتريس كليتو Demetris Kletou من “مختبر أبحاث البيئة في ليماسول” في قبرص “حتى الآن تم الإبلاغ عن مشاهدة القليل من أسماك الأسد في البحر الأبيض المتوسط، ومن المشكوك فيه أن هذه الأنواع يمكن أن تغزو هذه المنطقة مثلما حدث في غرب المحيط الأطلسي، ولكننا وجدنا وفرة وزيادة في أعداد هذه السمكة مؤخرا، وخلال عام استعمرت الساحل الجنوبي الشرقي بأكمله في قبرص، وقد ساعدها ارتفاع درجة حرارة سطح البحر”، بحسب ما أشارت “روسيا اليوم”.
وتعد سمكة الأسد من الأسماك الآكلة للحوم، وتتغذى على مجموعة متنوعة من الأسماك والقشريات، بينما تتغذى الأنواع الأكبر على الأسماك، وتتكاثر هذه الأسماك كل 4 أيام وتنتج نحو 2 مليون بيضة سنويا – بحسب الدايلي ميل – ويسهم عمودها الفقري السام في ردع الحيوانات المفترسة عن صيدها، ويسافر بيضها عبر تيارات المحيطة ويغطي مسافات كبيرة قبل أن يستقر في النهاية. وأعد الباحثون معلومات عن مواجهة الغواصين والصيادين لهذا النوع من الأسماك في المياه الساحلية،
وأفاد البروفسور جايسون هال سبنسر Jason Hall Spencer من “كلية العلوم البحرية والهندسة” the School of Marine Science and Engineering في “جامعة بليموث” Plymouth University “
لاحظنا سلوك التزاوج بين مجموعة من أسماك الأسد للمرة الأولى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومن خلال نشر هذه المعلومات يمكننا مساعدة الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات معينة مثل تقديم حوافز للغواصين والصيادين لإنشاء برامج لإزالة أسماك الأسد، التي عملت بشكل جيد في الأعماق الضحلة في منطقة البحر الكاريبي واستعادة الأنواع الأخرى من الحيوانات المفترسة مثل أسماك الهامور، ومع تعميق قناة السويس في الآونة الأخيرة، نحتاج إلى وضع تدابير للمساعدة في منع زيادة غزو هذه الأسماك السامة”.
في البحر الكاريبي وجزر البهاما
وتسببت هذه الأسماك في الخراب البيئي بعد انتشارها في البحر الكاريبي، وتم تسجيل وجود سمكة الأسد في كوبا عام 2007، وخلال عامين وجدت بشكل كبير في المياه المحيطة بالجزيرة، في ما نظمت رابطة الدول الكاريبية قمة لمناقشة سبل مكافحة انتشار السمكة السامة، وشجعت كوبا وكولومبيا وجزر البهاما سكانها للبدء في تناول الأسماك لتقليل أرقامها، وتعقد كوبا حاليا بطولة الصيد السنوية لهذه الأنواع،
وبدأت المطاعم في تقديم لحم هذه الأسماك الذي يعد طعاما شهيا في اليابان، وشوهدت هذه الأسماك للمرة الأولى في البحر المتوسط في العام 1991، وشوهدت مؤخرا في المياة اللبنانية والتونسية وفقا لمنظمة UICN، وربما دخلت هذه الأسماك عبر قناة السويس من البحر الأحمر حيث تتواجد هناك بأعداد وفيرة.
لا داعي للقلق وبحسب صيادين من مدينة صور، فإن “هذا النوع من الأسماك وصل إلى البحر المتوسط قادما من البحر الاحمر منذ حوالي عشر سنوات وتكاثر حتى أصبح من الاسماك المحلية الموجودة بكثرة”.
وأضافوا أنه “خلافا لما يروج له، فإن لسعتها غير قاتلة، وتشبه إلى حد بعيد لسعة قناديل البحر، ولا شيء يدعو للقلق، لا سيما وأنها تعيش في القاع وتختبىء بين الصخور، ويستطيع اي كان مراقبتها عن قرب دون الخوف من أن تهاجم، وهذا لا يعني أنها لا تؤثر على التوازن الطبيعي، ولذلك لا بد من دراستها على نطاق واسع من قبل العلماء المتخصصين في مجال الأحياء البحرية والتنوع البيولوجي، خصوصا في البحر المتوسط”
المصدر: greenarea
ليست هناك تعليقات :